لا يمكن تصور أمّة دون تراث يربطها بماضيها ويجعلها تعي حاضرها ومستقبلها، وأبرز ما يشكل هذا التراث هو النتاج العقلي الذي ينتجه الإنسان عبر التاريخ ، إذ ان هذا التراكم هو الذي يشكل ذلك الوعي الذي تعي المجموعة البشرية به ذاتها وتدرك رسالتها، ولا شك أن أمتنا العربية الإسلامية تمتلك حصة لا يستهان بها من هذا الإرث الإنساني الخالد، وعلى هذا يمكن القول إن هذه الوحدة تطلعنا على كل ما أنتجه العقل العربي والمسلم من أمهات الكتب في مختلف المجالات، وسنقتصرعلى أمهات الكتب اللغوية والأدبية التي تشكل قاعدة لا بد منها لطلب العلم إن في توظيفها في البحوث التي يطالب بها الطالب أو في تشكيل وعيه الذي يبقي على روابط القربى مع أمته وبني جنسه، وكذا ليكون قادرا على التفكير العلمي والتحليل المنطقي نستشف أهمية هذا المقياس من خلال إطلاعنا على المناهج التي توسل بها المؤلفون في مصنفاتهم، إضافة إلى الرصيد اللغوي والمعرفي المكتسب من خلال الإلمام بهذه الكتب.